الاثنين، 7 يوليو 2014

بغداد


وكنت احتضنُكِ بين عروقي حينَ يشتَدُ السفَر
أُغمِضُ قلبي فلايبقى سِواكِ مدينة تتأرجَحُ في حدائِقِ الدُنيا
كم مضى من العُمرِ كم تبقى منكِ فيهِ ؟
وأدري كم أتعبَ نخلُكِ غَدرُ من قطع بفأسِ الدينِ حَملُكِ
عِشقي أخرَسٌ وغضبي صارِخُ الوجع
حَمَلتُكِ صورة وحملتيني دماً ليومٍ شديدُ الغُربَةِ
ماعساي أن أفعل يدي تَغِلُّها المسافات
ولاأملِكُ سوى قلمُ مُتَمَرِدٌ حِبرُهُ لالون له
ماعادت الكلمات تحمِلُ حِبرها
يذبحُني دَمعُكِ ياعينَ جدتي في قبرِ الطرقاتِ يسيلُ باكياَ
من سيموتونَ بعدَ قليلٍ ويتناثرونَ أسئلةٌ
أينَ نحنُ ذاهبون ؟
ثمنُ السلامِ أكفانُ من باع ومن أشترى
وأرضٌ لم يبقى فيها الا نجفُ المقابِرِ وكربلاءُ العزاء
وضريحُ سيدٍ أفزعتهُ في موتِهِ صرخَة أستِجارة
فظَنها قيامَةُ الله .. وماهيَ !
لامُجيرٌ لمُستجيرٍ صافَحَ قبلَ موتِهِ أبليسَ
توضأ بدماءِ أهلِهِ وقام الوعد بصلاةٍ قبلتُها نارُ جهنّمَ

ااااااااايهٍ ماتبقى مِنكِ
سُنبَلَةٌ قمحها دود الأرضِ
وذهَبٌ أسودُ من راياتِ الحُسين
فوقَ بيوتٍ صُبّت جدرانها على قبورِ أحيائها
يامدينة تعشقُها الدماء
صافِحي السماء وأستغفري لعلّها لعنة قابيلَ
نمرودَ رُبما .. أو ماسَفَكَ الحجّاجُ
أستغفري لعلها تلك .. أو تلكما
ماتبقى مِنك يومَ نُبعَث سوى أطباقٌ عليها رؤوسِ من قطعوا
نخلُكِ
وأستباحونا .. أستباحونا .. أستباحونا
وهتكوا في سترِ الصيامِ أعراضُنا .. فضحونا
يامدينةٌ نائِمَةٌ في قلبِ الموتِ
أيُّ خياراتٍ تركتِ .. سوى عِشقُكِ
رغم كل الوجع
رغم كل الوجع
رغم كل الوجع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق